بدرالدين خاطر يكتب : الواقفون علي تخوم الحرب ..لإحتضان المنتصر
وايوب صديق .. المذيع السوداني .. المنتدب من اذاعة ام درمان .. إلي هيئة الاذاعة البربطانية .. بي بي سي .. في اواخر السبعينات.. حين يخطا سهوا وهو علي الهواء مباشرة ، مشدودة إليه اسماع العالم .. ليقول هنا اذاعة ام درمان .. بدلا من قوله هنا لندن …!
لحظتها لم تعتريه حالات التخبط الحرجة وتصادر هدؤءه بل خرجت نبرات صوته فخيمة بالإعتزاز وقدم للناس .. كل الناس في العالم.. درسا بليغا في حب الوطن .. فقال :
وطني و إن شغلت بالخلد عنه نازعتني إليه في الخلد نفسي.. !
يومها لم يكون ايوب صديق واقفا علي تخوم الوطنية واللا وطنية .. لإنتظار مجئ الجنيه الإسترليني إلي جيبه..!
و يوماً ما.. في اوأخر العام 1983.. كتب الاديب الراحل.. الطيب صالح قائلا : يشدنا الحنين إلي السودان الذي اعني. لا سودان العهود التي تقوم وتسقط’ والثورات الموهومة التي تهب مثل الأعاصيرفي صحراء العتمور ثم ما تلبث ان تموت . وحين يكون الوطن في محنة ‘ لعله لا يحوز للمرء ان يتمسك بالمواقف او يتشدد في صدق النوايا ..!
قول الطيب.. الصالح ذاك .. قراناه منذ زمن بعيد .. تقادم عهده.. يوم ان كان الطيب صالح إعلاميا لامعا .. بذات هيئة الاذاعة البرطانية .. السالفة الذكر.. بي بي سي .
وعندما عاد إلي السودان .. في عهد الانقاذ سال سؤالا حائرا.. لم يجد قاحم الرد بعد ..حتي اللحظة ونحن نكتب .. فقد تسال .. من اين اتي هؤلاء..؟ وهؤلاء.. الذين عناهم الطيب صالح هم انفسهم الذين اجرموا في البلاد ولم يرجمهم احد .. حين شقوه شقفتين .. الشمالي والجنوبي ..!
و ليلة البارحة ونحن ندير حوارا هادئا ..عبر الاسفير.. يتقافذ إلي البال فجاة قول الطيب صالح ذاك .. و ذاك القول يجعل الحوارا حريقا شأئطا علي مقلاة صفيح ساخنة مع صديقنا المحامي .. المستشار القانوني .. بدولة الامارات العربية.محمود مرجان .. الذي جادلنا طويلا و اكثر جدالنا .. طقا للحنك .. في جدلية السياسة بين السائل والمجيب . والسبب مقالنا السابق .. ليلة ما قبل البارحة.. قادة قحط واشبهاه السياسين الجدد ‘عندما لا يحسنون قراءة الاحداث … !
ولان لصديقنا.. مرجان .. الذي كان اعلامي سابق امس .. والمقيم بدولة الامارت اليوم مودة خاصة تحتقبها له الدواخل نكتب .. ولثلة أخر من المغترببن.. هذا المقال .. وما تحت سطوره مسكا ينضوح من مداد الكلم.. و شي من امثالنا الشعبية يفي بالمطلوب ..!
لمحمود مرجان .. الذي لا نشك مطلقا في وطنيته ولكل سوداني بالمهحر اثقلت عليه الحياة بحمولها.. هنا في البلاد .. وفر إلي اغتراب مرهق يمتص ماتبقي من عمره .. نسوق لهم هذا المثل .. وطني ولا ملئ بطني..!
هنا يستبد البوح افتضاح السر .. وليذهب الجدل العقيم إلي الجحيم .. حابلا بالطلاق ..!
الكاتب…المهوس بتفاصيل احدتث السياسة حين يمسك بالقلم ليكتب تعتريه لحظات اللا شعور فتريف دمه نضحا دامي علي الورق .. ونحن حين نكتب نوقف القلم مقياس رسم واسط.. بيننا والعالم .. معطونا بالدم القرمذي .. مثلما وقفت الفراشة الطبية حلقة وصل بين الدواء والدم .. في جسد الشريف ذين العابدين الهندي وهو يكتب اخر الزفرات الحري ثم يرحل الي الرفيق الاعلي .. وفي القلب حسرة ..!
وما بين الوطنية الحقة والخيانة القزرة ثمة سراط واضح … لا يحتاج الي كثير شروحات . لكن .. ولكن هذه .. دائما ما تقتحم الجملة عرضا.. محمولة بتفاصيل الحيرة .. لتجبر الجمل علي الولوج من سم الخياط ..!
الوطنية هي كل قول او فعل يجلب مصلحة للوطن.. والوطن الذي نعني هنا.. كان بالامس القريب مليون ميل مربع.. شقه إلي شقفتين مسيلمو السياسة والدين والتجارة.. وربما الدعارة..ولم يسالهم احد .. وفي ذات الوقت لا زال قبر ابي رغال يرجمه العرب منذ اكثر من الف عام او تقارب ..!
وابو رغال هذا ..كما في البداية والنهاية لابن كثير هو زيد بن خلف … من ثقيف.. وهو الذي اغراه ابرهه الحبشي ليقوده الي تخوم مكة .. لهدم الكعبة المشرفة فمات ومن معه شرميتة.. محصودا بمسيرات من طير ابابيل .. هي ذاتها كانت بل بس..!
وتصبح القصة تلك .. قصة خيانته ابي رغال سيرة قزرة سارت بها الركبان إلي سائر الأمصار وتخوم الاقطار …حتي وصلتنا هنا … وهنا في ملتقي النيلين .. حيث بعض الناس .. لا زال واقفا يتفرج .. علي حرب ضروس .. لم تترك اخضرا او يابسا علب حاله …!
والمجرمون.. جماعات الجنجوبد. يقيمون مسارح للموت.. لا تصادف انسانا إلا و قتلته.. اواغتصبته ..اونهبته.. او حبسته..او ازلته.. او.. او.. او تركته يعوي كالكلب ..!
ودولة الامارات اذ تولغ فمها.. النجس.. في الدم السوداني .. تغعل بالسودان ما لم يفعله كلب مخنث ..!
ورقصة جدي السواط كلم مرتو.. تجعل اطفال الحي الصغار..في الشوارع.. يعرفون خبث الامارات التي تقف خلف الدعم السريع.. وخلف الامارات تقف اسرائيل.. ومن خلف اسرائيل تقف امريكا .. في وسط المعمعة .. ممسكة بالجزرة والعصاة..!
والدليل الدامغ بتورط قادة قحط .. السياسين منهم والعسكريين .. بدولة الامارت.. حيث يستقر مرجان وألالف السودانين .. لا يحتاج منا إلي دليل أخر غير الذي قدمه الحارس ادريس .. مندوب السودان الدائم بالامم المتحدة .. ورغم ذلك يطالبنا سعادة المستشار بالدليل .. علي تعاون قادة قحط والامارات ..!
الطلب عاليه…الاتيان بالدليل. يجعلنا مثل الشفع في شارع الحي الشعبي القديم .. نغني ونرقص ..ابوي كلم امي .. وامي كلمت اختي .. واختي كلمت جدي .. وجدي السواط كلم مرتو..! ومرتو.. زوجته تلك.. هي الجدل العقيم.. لحوارنا مع مرجان.. فنحجم عن الخوض ابعد في وحل السياسة ونصمت.. وبعض الصمت للعارفين كلام .. وفي البال قول ابي طالب لابرهه الحبشي .. اريد ابلي فللبيت رب يحميه ..!
وقريبا من ذات قول عم الرسول ( ص) نقول لمرجان .. الاعلامي السابق قبل ان يصبح مستشار : نريد فقط صفاء اذهننا اللحظة…لا غير.. فللسودان رب يحميه .. من فوق سموات سبع . وفي الارض.. تحت .. مؤسسة وطنية صادقه .. اسمها قوات الشعب المسلحة .. خلقت لذات الغرض.. لا تبالي بقحط او بالجنجويد .. او حتي بالواقفبن علي السياج .. من داخل وخارج الوطن ..!
ولعله لا يجوز لنا.. مثلما قال الطيب صالح.. التمسك بالمواقف او التشدد في صدق نوايا الناس .. لكن الحصة وطن .. من داخل فصول الحرب.. وليس من التخوم لملئ البطون او لإحتضان المنتصر .!
وزير التعليم العالي : مهرجان الكرامة الطلابي بعث برسالتين للداخل والخارج
الدامر : طل نيوز استقبل والي نهر النيل الدكتور محمد البدوي عبد الماجد ، وزير التعليم والبح…