ونسة.. ميرغني أبشر: جمهورية تأسيس ومستقبل البلاد

إن المساحة التي تحتلها جمهورية تأسيس – وأظن أن هذا سيكون أول اسم معرفي لدولة في التاريخ، وإن بعض الظن يقين – تعادل مساحة سويسرا وسلوفاكيا والتشيك واليونان وفنلندا والنمسا مجتمعة، وهي أكبر من مساحة ألمانيا وإسبانيا معًا، مع كثافة سكانية تتفوق على بقية أقاليم السودان خارج ولايتها، وموارد لا يمكن تقديرها .
هذه الحقائق على الأرض تجعل منها، بعد حين، حكومة أمر واقع تفرض على المجتمعين الدولي والإقليمي فتح ممثليات دبلوماسية، ومنظمات، وبيوتات عون، وخبرة، وبحث، وتعليم في أنحاء جمهورية تأسيس. وإن لم يُعترف بها لسانًا، فلا مناص من الاعتراف بها واقعًا. فإنسان السودان هناك يحتاج إلى أضعاف ما يحتاج إليه إنسان السودان الآخر.
منظمات العالم ودوله تتعامل مع الإنسان أينما كان وتحت أي سلطة، وهدفها تنمية المجتمعات وإنقاذ البشرية من الفقر والمرض. ويستدعي هذا كله التزام أطراف الصراع بحماية كوادر هذه المنظمات وممتلكاتها، وبالتالي تأمين مهابط الطيران والبنى التحتية التي تنشئها هذه الدول ومنظماتها في جميع القطاعات.
وعليك أن تحيك على هذا النول، وحينها ستجد نفسك أمام نسيج جمهورية كاملة الأركان. ولن يعود التفاوض بعدها بين كيانات سياسية وعسكرية متناحرة قطرياً، بل بين دولتين. ويمتد ذلك إلى تقاسم مياه النيل، باعتبارها حقًا أصيلًا لأهل الغرب، وإن كان لم يتحقق في الماضي. كما ستُلزم بمعبر بحري بلا جمارك، يكون فيه نصيب لغرب السودان أيضًا.
فمن يا تُرى الخاسر الأكبر؟
لذا ندعو إلى السلام الآن قبل غد، وقبل أن يتعمق الفاس في الرأس، فقد وقع اصلاً. والسلام.