امنه السيدح تكتب : الملح على الجرح!!

تنظير

بدأنا في المقال المنشور بعنوان عمق استراتيجي التعليق على مقال الاستاذ البروفسير محمد حسين ابوصالح، والذي أرسله لي ردا على مقالي المنشور بعنوان (عنق الزجاجة)، تناولت فيه الوضع في السودان. والان سنتناول الجزئية الثانية من رؤية البروفسير، حيث أكد أن غياب الرؤية الاستراتيجية منذ الخمسينات، والتي كان من المفترض أن تؤسس لأدوات وسياسات وقرارات وتكتيكات مناسبة للتعامل مع هذا الصراع، وقد أدى ذلك الغياب لاستخدام عدد كبير من أدوات الصراع ضد البلد، تجاوزت ال(٣٢)، منها علم صناعة الأزمة والفوضى الخلاقة، سياسة خط قوس الأزمة، العقوبات السياسية والاقتصادية والتقنية، استجلاب الإرادة عن طريق دعم وتمويل بعض التنظيمات السياسية وادلجة القبيلة، وغيرها من الأدوات التي قادت إلى ضعف مخل وهشاشة في الساحة السياسية ومنظماتها، وكل ذلك واكثر أدى لصراع سياسي حزبي، لا يفرق في كثير من جوانبه بين المصالح الحزبية والوطنية، ومقتضيات الأمن الوطني، مما أدى أو مهد لتنامي الشراكة الخبيثة بين السياسة والمال والبندقية، وبالطبع أن كل ذلك يدار بواسطة دول معادية لها أجندات في السودان.
سادتي يبدو أن النظر لمشاكل بلادنا بعين العلم والخبرة أفضل في هذه المرحلة، وذلك لأن الكل يفكر في قضايا السودان بصورة منفردة، كل مشكلة على حدا، حتى وإن كان حلها صحيحا لكنه يظل حلا جزئيا، بل وقام به جزء من المجتمع والسياسيين، ولكن لابد من ان يجلس الجميع ليسمعوا رأي أهل العلم والدراية والحل الجمعي، بدلا من هدر الوقت والمال في حلول لن يستفيد منها السودان ومواطنه غير مزيدا من المشاكل والتعقيدات.