ندي عثمان تكتب : ذكري الاستقلال

تمر علينا ذكري اعلان الاستقلال هذا العام وكل منا في واد (قصي بعضه غير ذي زرع) سوي داخليا أو خارجيا نبحث تضميد جراحنا ونترقب عودة الوطن الحبيب.
وعودة الوطن هذه مسؤلية كبيرة جدا تبدأ الان وقبيل فراغ القوات المسلحة من دحر المليشيا الباغية التي خارت قواها أمام بواسل السودان وصبر الشعب المفجوع ، تستلزم منا بعد أن تمايزت الصفوف واستبانت النوايا أن نهب هبة رجل واحد لكنس كل انتماء لصالح (انا سوداني) .
وبهذة الصفة وصدق النية علينا أن نحمل معاول البناء النفسي والاجتماعي والاقتصادي وبعد أن ننهض نلتفت إلي العمل السياسي أن رغبنا فيه ولا أظن أننا فاعلون لجهة أن الساسة ماتوا من وجهة نظر الشعب واماتوا أحزابهم بعدم تفاعلهم مع (حسس) البلاد والعباد ورسمهم صورة قاتمة بأنهم يستخدمون صوت الشعب لتحقيق مصالحهم فقط.
ذكري الاستقلال هذا العام وبواقع الحال اعطتنا درسا قاسيا عن معني الوطن والاطمئنان والاستقلال الحقيقي وتطعمنا فيها العلقم ونحن نبحث عن ملامح امدرمان وبحري وزينة الوزارات وسط الخرطوم ورفرفة الإعلام في كل المؤسسات والطرقات وصوت نشيد العلم في المدارس والرياض .
الاستقلال حققه رجال عزموا وحزموا أمرهم علي اضاءة الليل إلبهيم بأنوار العزة والكرامة والانعتاق من رسن (الخواجه) إلي براحات الحرية ،وتناسلت عطاءاتهم وتوالدت تجاربهم عبر الأجيال تحتمل الخطأ والصواب ودارت العجلة فتبدلت الحكومات والحاكمين وتزايد الطامعين والبائعين حتي وصلت البلاد الكبوة الحالية .
الاستقلال أساس متين يجب أن نبني عليه ونرسم اطر جديدة للسودان الذي يرغب فيه أبناءه ويحقق طموحهم في دولة التطور والنمو والتسامح والعدالة فلنجعل احتفال كري الاستقلال هذا العام خطوة أولي في طريق البناء والإعمار وعهدا نقطعه أن (ايدينا للبلد).