محمد بابكر يكتب: من القلب شكرا قطر

نظمة منظمةرابطة الشعوب المبادرة الشعبية السودانية احتفالا حاشدا بمدينة بورتسودان لشكر شعب وحكومة قطروأميرها الشيخ تميم على الدعم السخي في زمن المحنةفي خضم الأزمات والمحن، تتجلى معادن الأخوة الصادقة وتبرز المواقف النبيلة التي تُخلّد في ذاكرة الشعوب. وفي ظل الحرب التي عصفت بالسودان ، وما خلفته من معاناة إنسانية واسعة، برزت دولة قطر الشقيقة، بقيادة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر كداعم أساسي وسند قوي للشعب السوداني، مجسدةً أسمى معاني الأخوة والتضامن.علاقات تاريخية راسخة لم تكن وقفة قطر مع السودان وليدة اللحظة، بل هي امتداد لعلاقات تاريخية متجذرة ومتميزة تجمع البلدين الشقيقين منذ عقود. فمنذ افتتاح السفارة القطرية في الخرطوم عام 1972، شهدت العلاقات تطوراً مستمراً وتعاوناً وثيقاً في كافة المجالات.

سياسياً، تميزت العلاقات بالتنسيق المستمر في المحافل الدولية والإقليمية، والحرص المتبادل على دعم استقرار ووحدة السودان. ولعل الدور القطري المحوري في قضية دارفور، بدءاً بالمبادرة القطرية ومروراً بوثيقة الدوحة للسلام، وصولاً إلى مبادرة قطر لتنمية دارفور، خير شاهد على عمق الالتزام القطري تجاه سلام وتنمية السودان.اقتصادياً، شكلت الاستثمارات القطرية رافداً مهماً للاقتصاد السوداني، حيث تواجدت العديد من المؤسسات القطرية الرائدة في مختلف القطاعات كالبنوك والعقارات والزراعة والتعدين، مما ساهم في دفع عجلة التنمية وتوفير فرص العمل. كما ظلت الخطوط الجوية القطرية جسراً جوياً يربط بين البلدين ويعزز التواصل بين الشعبين الشقيقين.دعم لا محدود في زمن الحرب:مع اندلاع الحرب الأخيرة في السودان وتفاقم الأزمة الإنسانية، كانت دولة قطر في طليعة الدول التي هبّت لنجدة الأشقاء السودانيين. وبتوجيهات كريمة ومباشرة من حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، تم تسيير جسر جوي إنساني عاجل لنقل المساعدات الحيوية للشعب السوداني.وصل حجم المساعدات القطرية المقدمة منذ بداية الحرب إلى مستويات قياسية، حيث تجاوزت قيمتها 75 مليون دولار أمريكي (حتى فبراير 2025)، وشملت آلاف الأطنان من المواد الإغاثية المتنوعة.
وقدمت قطر الخيرية وحدها أكثر من 5,635 طناً من المساعدات الإنسانية، استفاد منها ما يقارب المليون و750 ألف نازح سوداني. شملت هذه المساعدات سلالاً غذائية وتموراً وأدوية ومعدات طبية ومواد إيواء، بالإضافة إلى دعم القطاع الصحي بتوفير أجهزة غسيل الكلى وحضانات الأطفال، و رواتب الكوادر الطبية، وتشغيل عيادات متنقلة.ولم يقتصر الدعم القطري على المساعدات المادية المباشرة، بل امتد ليشمل الدعم السياسي والدبلوماسي، حيث شاركت قطر بفاعلية في الجهود الدولية الرامية لوقف الحرب، واستضافت ورعت مؤتمرات دولية لحشد الدعم الإنساني للسودان، مؤكدةً على موقفها الثابت الداعي لوقف القتال وانتهاج الحوار سبيلاً لحل الأزمة.شكر قطر شكرا تميم.
إن هذا الدعم السخي والموقف الأخوي النبيل من دولة قطر وأميرها الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، كان له أبلغ الأثر في نفوس أبناء الشعب السوداني، وخفف من وطأة المعاناة في ظل الظروف القاسية التي تمر بها البلاد. ويتقدم السودان، شعباً وحكومة، بخالص الشكر والتقدير والامتنان لدولة قطر الشقيقة، قيادةً وشعباً، على هذه الوقفة التاريخية التي لن ينساها الشعب السوداني.إن ما قدمته قطر ليس مجرد مساعدات، بل هو تجسيد حي لروابط الأخوة الصادقة والقيم الإنسانية النبيلة، ورسالة أمل بأن السودان ليس وحيداً في محنته. شكراً قطر، شكراً تميم ، على عطائكم الذي لا ينضب ودعمكم الذي لا يتوقف