ندى عثمان تكتب : التعليم يا حكومة الامل

اكمل رئيس الوزراء تشكيل حكومة الامل بعد مخاض عسير ، أنجبت الحكومة من السير الذاتية للوزراء كفاءات ومختصين ، وهذا بالطبع ليس بدعة علي السودان الذي ظل بنجب ويعلم بل ويصدر العلماء والنابهين إلي كل دول العالم حتي القصبة منها .
التحدي الان يكمن في وضع برنامج عمل يواكب متطلبات المرحلة وحالة العوز والضنك والألم التي تعرض لها المواطن ابان الفترة القادمة ، برنامج يعوض الصابرين إنتاجا وكفاية ونعيم ، يحقق لهم طموحاتهم في سودان العزة والكرامة والمساواة .
وقطعا الشق الاقتصادي من زراعة وثروة حيوانية وتعدين وصناعة هو الرافعة لتحقيق منى وتمنيات أهل السودان الكرام ، لابد من وضع خطة تفصيلية مختصرة لكل قطاع تركز علي كيف تسوق المنتجات السودانية فقد تخطينا طبقا للمواسم الفائتة وفرة الزورع والضروع ، وتبقي أن نحسن كيفية الوصول إلي وضع قيمة مضافة إلي الإنتاج بدلا عن تصديره خام ، وانشاء المصانع والمطارات لنقل المنتج وانشاء شركة للبرادات عابرة الحدود ،فالعالم فاغر فاه للمنتجات الطبيعية ، وكذا الحال في التعدين والثروة الحيوانية والسمكية .
والتحدي الأكبر يكمن في صناعة نظام تعليمي مواكب لمتطلبات العصر يصنع المواطن الصالح لنفسه وبلاده ، فقد شهدت الفترات السابقة خاصة فترة (مقطوعي الطاري ) القحاطة افقار متعمد للمنهج الدراسي ومحاولات ادخال مفاهيم فجه بطريقة سطحية لم تصل إلي فهم التلميذ كما أنها لم تطل فترة بقائهم والحمد لله.
منذ العام ٢٠١٩م وبفعل جائحة كورونا تم تقليل ساعات التحصيل الدراسي وطالت فترات الإجازات ، أعقبتها المظاهرات المستمرة لمدة عامين ففقد الصغار بذلك ثلاث اعوام دراسية متوالية ، وخرجوا من دائرة التسلسل الطبيعي للعملية التعليمية إلي صب المواد الدراسية كالمطر لإنهاء المقرر ومعه إنهاء قدراتهم الاستيعابية ، فخرج هولاء دون أن يتمكنوا من قراءة أو كتابة وهذه المصيبة الكبري التي ستنعكس علي ثلاث اجيال بأكملها .
المطلوب الان ولتدراك الموقف وضع مقرر يركز علي مواد اللغات العربية والانجليزية والرياضيات والتربية الإسلامية فقط في جميع المراحل ولمدة ثلاث اعوام دراسية كاملة في مرحلتي الأساس والمتوسط ثم التدرج في إدخال مواد الجغرافيا والتاريخ والعلوم مع مراجعة المنهج .
ونجد أن المناهج الدراسية وبحكم المتابعة ملئية بالمعلومات عديمة الجدوي كما في مادة الحاسوب التي يظل الطالب يدرسها لعدة أعوام دون أن يتمكن حتي من فتح الجهاز (تدريس نظري) وفي بعض المواد تخصصية فائقة كما في العلوم (الإكثار في الزهرة) وهذا قليل من كثير ، والواقع الان تحصيل صغرى لاعتماد الطلاب علي الحفظ ولعمري هذه أم المصائب .
السادة الاكارم رئاسة مجلس الوزراء و وزارة التربية والتعليم والمناهج والبحوث، والأساتذة الاجلاء والحادبين علي السودان ،ان كنتم تريدون السودان عليكم بالتعليم وانتم اهل دربة وخبرة ،التعليم مفتاح نهضة الأمة وعمودها الفقري ،هلا تناديتم لتصنعوا مستقبل البلاد .